Saturday, July 24, 2010

السمسرة بالكرامة

تضعنا الحياة في مواقع ربما تستوجب علينا أن ندفع ثمن كوننا نعيش في أمان, ندفع من وقتنا وجهدنا وطاقتنا ومعرفتا وحقوقنا الشخصية ولربما نشتري الأمان بأموالنا أو نضحي في سبيله بحريتنا ولكن عندما يصل الأمر إلى الكرامة الإنسانية فلايوجد هناك أي شيء في العالم يستحق أن نضع كرامتنا ثمن له وعندما توضع الكرامة في الميزان تفقد كل الأمور قيمتها أمام حق الله الذي منحها إياه وهو العيش بكرامة, فهي التي تستحق الأثمان والتضحيات.

عجبا لمن يستمتع بلعبة السمسرة بالكرامة ولا عجب في انه يلاقي من يشبع غروره في تلك اللعبة الحمقاء التي باتت منتشرة, فالغريب في تلك اللعبة بأنها تغري صاحبها وتخدعه كالنار المتأججة التي تمتد لتحرق كل ما تجد أمامها بالاستمرار بدون وعي ظاهري منه خاصة وان مشاكل البشر قد كثرت ومتطلبات الحياة قد تعقدت ولذا أصبح من السهل على لاعبها أن يجد من يسمح له باللعب. لا يعي من يلعب تلك اللعبة بان الأمور كالموازين وبأنه حينما يحاول وضع كرامة الآخرين على طاولة اللعب فأنه وفي كل مرة يضع كرامته نفسها لإشباع نقص في نفسه ولن يشبع نقصه بهذه الطريقة أبدا لأنه يمشي في طريق معاكس للحقيقة ولقوانين الخليقة.

زينب المختار

No comments:

Post a Comment