Thursday, July 1, 2010

كيف ننظر إلى الآخر

من أكثر المشاكل التي تعيقنا من التقدم نحو الأمام هي وضع الآخر موضع المخطئ دوما ووضع أنفسنا في موضع المصيبين دوما. ولذا نرانا نتبارز قي نقد الآخرين وفي مدح أنفسنا.


ومع الأسف نحن لا نعي بان هذا ليس في صالحنا، ففي حين يستفاد الآخر من قراءة تجاربنا واستنباط ما هو صالح منها بالنسبة له نزداد نحن غرقا في ضيق أفقنا ومحدودية فكرنا إلى أن نفقد كليا القدرة على النظر إلى أنفسنا من الخارج، وتعمى أعيننا عن رؤية الحقائق سواء ما يتعلق بنا أو بالغير.

انه ليس انتصاراً لي أن اقر بأني على صواب في جميع الأمور وبأن الطرف الآخر مخطئ دوما، بالعكس فاني بهذا أغلق بيدي جميع فرص تقدمي. ممكن أن أقول باني مصيبة في الموقف الفلاني والآخر مخطأ في هذا الموقف في بعض الأحوال، وفي أحوال أخرى القول الصحيح هو بان لكلينا وجهات نظر مختلفة.

التجربة الإنسانية هي تجربة تفاعل ومشاركة فلا يوجد خطا كامل ولا صواب كامل بل هي تطور وتعلم ولذا فان حبس الفكر في قماقم التعصب والتعنت يشكل عازلا عن الإنسانية وبالتالي عائقا أمام أي تقدم.

في نفس الوقت التقدم لا يعني الانجراف أي ما يشبه عملية غسل المخ بل هو استفادة من الغير وتجنب الأخطاء المكررة وتصويب النفس المستمر.


فمثلا عندما ننظر إلى عدونا، نعم قد يكون هذا العدو ظالما أو مستبدا أو طاغيا لكن في المقابل ربما لديه بعض الجوانب الايجابية يطبقها في تفاصيل حياته ممكن أن ندرسها و نستفاد منها لصالحنا كأن يكون منظماً أو دءوبا في العمل مثلا، ولكن ومع الأسف جرت العادة بان نلغي أي إمكانية للنظر إلى العدو أو لدراسة أسلوب تفكيره حيث تعودنا على الاكتفاء بنعت عدونا أو من لا يوافقنا الرأي بالصفات السيئة ووضع أنفسنا موضع المظلوم والعدو في موضع الظالم.

قد يكون عدونا فعلا ظالما ، لكن المظلوم يبقى مظلوما أن لم يفكر تفكير ايجابي وان لم ينظر إلى أخطاءه المتكررة ويعمل على تجاوزها بالطريقة الصحيحة والمتناسبة مع العصر الذي هو فيه وبالاعتماد على تجارب الإنسانية الواسعة في العمل وفق ما يفيدنا فعلا وترك ما يضرنا.
عندما نفكر ونعمل بهذا الشكل سنحرر أنفسنا تلقائيا من أي استبداد وطغيان.





زينب المختار

No comments:

Post a Comment