Tuesday, December 28, 2010

إلى أي مدى تلتقي المنظمات الإنسانية مع أهدافها الإنسانية ؟






الهدف من الطرح التالي هو إلقاء الضوء على ظاهرة معينة ملموسة من قبل واقع عايشه البعض وليس المساس بأي هيئة أو منظمة معينة ولا هو تعميم للظاهرة المذكورة أو خلق صورة كاتمة للواقع.

من المهم أن ينتبه الأفراد المعنيين إلى مثل تلك الحالة وان يتم العمل جاهدا على تقليصها بالرغم من إن البند الثاني قد يبدو وكأنه من أشباه المستحيلات.

تنتشر المنظمات الإنسانية بكافة المسميات والشعارات في مختلف بقاع العالم. والكثير منها وبدون تعميم و تخصيص تخفي خلف أهدافها المعلنة أهداف أخرى و قد تدمج الكثير من الهيئات والمنظمات بين مشاريعها الإنسانية وبين مآرب أخرى و البعض منها تستخدم أغطية الخدمة الاجتماعية أو المساعدات الإنسانية للترويج عن فكر معين أو عن اتجاهات فكرية أو عقائدية أو دينية معينة.

البعض الآخر من المنظمات قد تم إنشاؤه بهدف الظهور الإعلامي أو الوصول إلى مناصب معينة أو التميز اجتماعيا أو ماديا. في كلتا الحالتين يتم الاعتماد على معاناة البشر واستغلال عواطفهم في الوصول إلى أهداف معينة وقد يتم استخدام أولئك البشر بعد أن تستغل حاجاتهم وبدون وعي منهم يتم إخضاعهم إلى نوع من غسيل الفكر في اتجاه معين أو استجلاب تأييدهم نحو هدف ما. نعم قد توفر تلك المنظمات مساعدات معينة للأشخاص ولكنها وفي الحقيقية تستبدل تلك المساعدات والني غالبا لا تكون مجدية سواء من حيث الكم أو النوع، في سبيل زيادة عدد المؤيدين أو المتفاعلين مع أهدافها الحقيقية.

أيضا هناك المنظمات الوسيطة والتي تكون وسيطا بين المتبرعين والأشخاص وفي كثير من الأحيان لا تصل كامل التبرعات إلى المعنيين ويستفاد منها الوسطاء وبذا يزدادون ثراء باسم خدمة الإنسانية.

نرى بان الكثير من القائمين على تلك المنظمات في غنى متزايد من أرباح تجنى من نتائج عملهم فيما يسمونه بالهيئة الإنسانية، بينما ترمى للفقراء الفتات ويقدم للمرضى العلاج الغير متكامل مما قد يسبب في الكثير من الأحيان تفاقم الحالات المرضية وتنشر الصور والمقالات بشكل لا ينم عن أي احترام للإنسان الذي يتلقى المساعدة.

قد تكون المحاولات الإنسانية الغير معلن عنها أو الغير مسجلة في كثير من الأحيان أكثر إنسانيتا ً من جزء ليس بالقليل من المنظمات الرسمية أو الدولية.



لكن ومع ذلك لا يخلو الحال من هيئات تهتم قولا وفعلا بالإنسان وتقدم خدمات في مجالات متعددة وبدون أي أهداف خفية.


دعنا نطمح بل نحلم أن تزداد مثل تلك المؤسسات على حساب من يتاجر بمعاناة ومشاعر البشر